قصص عربية فكاهية

(1)

وقف أعرابي معوج الفم أمام أحد الولاة فألقى عليه قصيدة في الثناء عليه التماساً لمكافأة ، ولكن الوالي لم يعطه شيئاً وسأله: ما بال فمك معوجاً !
 فرد الشاعر: لعله عقوبة من الله لكثرة الثناء بالباطل على بعض الناس.


(2)

كان أحد الأمراء يصلي خلف إمام يطيل في القراءة, فنهره الأمير أمام الناس ،وقال له: لا تقرأ في الركعة الواحدة إلا بآية واحدة. فصلى بهم المغرب, وبعد أن قرأ الفاتحة قرأ قوله تعالى ( وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا), وبعد أن قرأ الفاتحة في الركعة الثانية قرأ قوله تعالى ( ربنا ءاتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعناً كبيرا ), فقال له الأمير يا هذا طول ما شئت واقرأ ما شئت, غير هاتين الآيتين.


(3)

ــ جاء رجل إلى الشعبي - وكان ذو دعابة - وقال:
إني تزوجت امرأة ووجدتها عرجاء, فهل لي أن أردها ؟
فقال إن كنت تريد أن تسابق بها فردها!

وسأله رجل: إذا أردت أن أستحمّ في نهر فهل أجعل وجهي تجاه القبلة أم عكسها؟
قال: بل باتجاه ثيابك حتى لا تسرق!

ــ وسأله حاج: هل لي أن أحك جلدي وأنا محرم ؟
قال الشعبي: لا حرج.
فقال إلى متى أستطيع حك جلدي ؟
فقال الشعبي: حتى يبدو العظم.


(4)

رجع بخفي حنين

كـان حـنين إسـكافياً ذا شـهرة مـن أهـل الحـيرة ، فسـاومه أعـرابي عـلى خـفين ، وأغـلظ لـه فـي القـول حتى أغضبه ، فكتم حنين غيظه ، وسكت ، وعزم على الانتقام منه ، ولما حـان موعـد رجـوع الأعـرابي سبقه حـنين إلى الطـريق ، فألقى أحـد خفيه فيه ، ثم سـار قـليلاً ، وألـقى الخـف الأخر ، واختبأ بعـيداً ينظر مايفعل الأعرابي ، ومر الأعرابي بأحد الخفين ، فقـال : ما أشبـه هذا الـخف بخف حـنـين ! ولو كان معه الأخر لأخذتهما ، ونلت المبتـغى كله ، وتـركه ومـضى ، فـلما وجـد الأخـر نـدم على تركه الأول ، وعزم على أن يعود ليأتي به ، فترك راحلته ومضى ، وكان حنين قد اختبأ ، وأضمر شراً ، فلما مضى الأعرابي في طلب الأول ذهب حنين إلى الراحلة وما عليها ، فأخذها ، وأقبل الأعرابي على قومه وليس معه إلا الخفان ، فقالوا له : ماذا جئت به من سفرك ؟ فقال : جئتكم بخفي حنين ، فذهبت مثلاً .

(5)

حكـي أن امـرأة أبـي رافـع رأته فـي نومها بعد موته ، فقال لها : أتعرفين فلاناً الصيرفي ؟ قالت له : نعم ، قال : فإن لي عليه مائتي دينار ، فلما انتبهت غدت إلى الصيرفي ، فأخبرته الخبر ، وسألته عن المائتـي الديـنار ، فقال رحـم الله أبا رافـع ، والله ماجـرت بينـي وبـينه مـعاملة قـط ، فأقـبلت إلى مسجد المدينة فوجدت مشايخ من أل أبـي رافـع ، قالوا : ماكـان أبو رافع ليـكذب في نـوم ولا يقظة ،قـربـي صـاحـبـك إلـى السـلـطان ، ونـحن نـشهد لـك علـيه .
فلـما علـم الـصيرفي عـزم الـقوم على الشـهادة لها ، وعلم أنهم إن شهدوا عليه لم يبرح حتى يؤديها ، قال لهم : إن رأيتم أن تصلحوا بيني وبين هذه المرأة على ما ترونه ، قالوا : نعم ، الصلح خير ونعم الصلح الشـطـر ، فأد إلـيها مـائة ديـنار مـن الـمائـتين ، فـقـال لـهم : أفـعل ولـكن اكـتبوا بـيني وبينها كتاباً يكون  وثيقة لي ، قالوا : وكيف هذه الوثيقة ؟ قال : تكتبون لي أن لا ترى أبا رابع في نومها مرة أخرى فيدعي عـلـي بـغـير هـاتـين الـمائتـين .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More